أيهما أغدر الإنسان أم البحر ؟
كثيـــــرآ من النـــــاس يظنـــــون بأن البـــحر غــدار
ولا يـــــوجد من هـــــو أشـــــد غـــــدرآ من البحــــــر
ولكنني أخالفهم الرأي فالإنســـــان بحــــد ذاتــــــه
أكثر خطــــــرآ وفتــــــكآ على نفســـــه من البحــــــر
فالبحر مهما أخفى من أسرار وأخبار
فلابــــد في يـــــوم تخــــــرج أســــراره علــــى
سطـــحه أو علــــى شواطـــــئه
اما الإنـــسان فهــــو بحــر عمـــيق جــــدآ بلا شـــواطئ ولا
أمــــواج يشبــــه تمامآ مثـــلث بــــرمودا المـــوصوف بالخطــــر
فالبحر إذا غــــدر بنـــا فـــإن غــــدره يكـــون مفاجــــئآ
ويــــأخذ ما يــــريد دون رجعــــه ودون تعـــــذيب دائــــم
فنــــحن نعــــلم أن البحـــر قـــد أخـــذ الكثيـــر مــــن
أجــــدادنا ودفنــــهم فـــي أعمــــاقه إذا فغـــــدره
يـــؤدي إلـــي المـــوت المباشــــر دون أن يمنــــح
لضــــحيته الفــــرصة لتـــقبل الآلام بيــــنما
الإنســـان إذا غـــدر فــإنه يحـــدث
جـــرحآ عمـــيقآ جــــدآ جــــدآ بضحــــيته
يــظل ينـــــزف حتـــى يفــــارق الحيــــــاة
أي أنـــه يـــــرى الجمـــيع أنــــواع الألــــم وهنـــاك مــــن
يمـــوت مـــن من شـــــدة العــــذاب وهنــــاك
مــــن يرفــض مـــوته حتـــى يذيــــقه المــــزيد مـــن
الأســى والألــــم... بــل أنــه ربمـــا يطلـــــب
المـــوت على أن يســــتمر فــــي تجــــرعه لـــهذا
الألــــم وكــــأن المـــــوت أصبـــــح رحــــمة له
.. بعــــكس ما يظنـــه الكثــــيرون
أطلبوا العدر لكل من يستحقه